01/26/12 03:48:09AM @eastern-arab-musician-artist-fareed-el-atrash:
تكملة ... الكلام منقول من كتاب ( دموع فريد الأطرش ، لمؤلفه الأستاذ فوميل لبيب ) .. ( الجزء الخامس من الفصل الأول ) .. ( فريد الأطرش - الفصل الأول - طريق الدموع ) ... وحتماً فتحت السماء أبوابها للدعاء ! وظل سليم الأطرش بلا حراك لدقائق ، فلما تحرك من مكانه هبت إلى أولادها تحميهم منه ، وحلقت ابتساادت إلى بيروت لم تكن تنام الليل وهي تحرس بعينها فراخها الصغار ! وكان أرقها يزداد مع كل خبر يصل من جبل الدروز فيقول أن القتلى الفرنسيين يسقطون بالعشرات ، وأن معنى هذا أن الفرنسيين لن يفلتوها من أيديهم ، وكانت في تلافيف رأسها فكرة تختمر وتبين لها المعالم والخطوط يوماً بعد يوم ، فكرت في أن تذهب إلى مصر ، فقد قرأت عن مصر كثيراً ، وعرفت أنباء ثورة الشعب مع سعد زغلول ... تلك الثورة التي فجرت في قلوب العرب حباً لها ، وعرفت أنها دار مضيافة تفتح ذراعيها لكل عربي ، وفيها الخير العميم ... ولم يبقى على تنفيذ الفكرة إلا السبب الأخير ، والموقف القاهر . ذات منتصف ليل دق الباب فارتاد وأسمهان وراحت تتجول بعينها في المسافرين من حولها ، كانوا يثرثرون ولا يكفون عن اللغط أما هي فوجدت في الصمت ملاذها لترتب صور الماضي ابتداء من يوم كاد فريد يغرق ، حتى اللحظة التي كادت الأسرة فيها تقع في يد الفرنسيين ! ثم راحت تجد من كل هذا الماضي باباً تدخل منه إلى المستقبل .. فهل يمكن التكهن بشىء عما يطويه القدر ، وهل يستطيع الخيال أن يسبق الأيام القادمة ويرسم لها صورة تدخل الطمأنينة وتهدىء روع الأم التي تواجه الدنيا وحيدة .. إلا من ثلاثة أكوام من اللحم ، تفتح أفواهها لتطلب الطعام ، وتمد أطوالها فتطلب الثياب ، وتنشر أيديها تطلب المصروف .... نكمل فيما بعد ... لنشر ال
01/26/12 03:47:44AM @eastern-arab-musician-artist-fareed-el-atrash:
تكملة ... الكلام منقول من كتاب ( دموع فريد الأطرش .. لمؤلفه الأستاذ . فوميل لبيب ) .. ( الجزء الرابع من الفصل الأول ) .. ( فريد الأطرش . الفصل الأول . طريق الدموع ) .... ولا كان يدرك فريد أنها فرصة لكي يعب من السعادة لأيام السود القادمة ! كان ينصرف من القصر ليلعب مع الصبية الفقراء . أحدهم أغراه بأن يذهب معه إلى شاطىء بيروت عند الروشة لكي يعاونه في صيد السمك ، وفريد الذي لم يكن قد تجاوز السادسة من عمره . أطاع في غير تردد ، فهرب من خادمته ، وهرع إلى البحر .. وأمضى سحابة النهار في صيد السمك . وتحمس وأوغل في الماء فجاءت موجة عالية واختطفته ، صديقه الذي معه ارتاع وصرخ فتجمع الناس واندس في الماء باسل منهم وخرج بفريد وهو يصارع الموت ، فأفرغ ما في جوفه من ماء مالح ، وسأله ابن من يكون ، وحمله إلى القصر وهو في عجب من أمر ابن الأكابر يساعد في الصيد مرتزقاً ! فلما عاتبت الأم فريداً قال : صديقي الجائع .. ألا أعاونه في تحصيل قوته ؟ وعرفت الأم لماذا كان فريد يأخذ الفاكهة ويقول أنه سيأكلها في الحديقة ، ولماذا كان يدخل إلى المطبخ ويخرج منه بلفافة فتتغاضى عنه حاسبة أنه يفعل خيراً ، وخيراً كان يفعل ، ولكن هل يفعل الخير إلى حد أن يوشك على الموت ؟ ترى هل يجد هو بعد ذلك من يحمل له لفافة طعام شهي من قصر غني ؟ ترى هل يصادف من يبذل له حياته مثلما كان يبذل لصديقه الفقير انضم إلى صفوف الثوار في الجبل ! . وماذا في هذا . إنني أعرف ذلك منذ تركنا ، وأعرف أن الجبل تحول إلى ميدان قتال تفرشه الدماء .. لو كان ابن عمك يرعى أسرته لما تركنا للوحدة والقلق .. إنني فررت من بيروت فراراً حين علمت أن الفرنسيين يتربصون بأسرة فهد الأطرش ليعتقلوها .. إنني أتحمل أي شيء كان ما ذنب هؤلاء الصغار ؟ . مهلا يا زوجة ابن العم ! فهد الأطرش أرسل يطلبك مع الأولاد لتذهبوا إلى الجبل وستكونون في الحمى .. كل الحمى ، وستقيمون في قلب كل درزي ! . ماذا يفعل الصغار إذا أصابت رصاصات الفرنسيين قلوب الدروز جميعاً ! . فكظم سليم الأطرش غيضه وقال بلهجة حاسمة : مطلوب مني أن آخذ أولاد ابن عمي إليه ، أما أنتِ فافعلي ما تشائين بعد ذلك ! . فقالتِ بلهجة أشد حسماً : . الله لا يرك ذرية إن أنتَ فرقتَ بيني وبين أولادي ! . وأصابت الرمية مقتلاً من سليم الأطرش ، فقد كان يشتهي الذرية والسماء بها ضنينة ، ومدار الأمل في غمره أن ينجب ، وها هي عالية تطلق دعاء أم مكروبة ، وحتماً فتحت السما ، لموسيقار الشرق الأوحد الموسيقار العالمي فريد الأطرش ، والمحافظة عليه -- For the dissemination of the artistic heritage of eastern Arab . Composer, singer, actor and film producer . The master of the Oud ( Lute ) FAREED EL-ATRASH . ( 1917 - 1974 ) . And maintain it .
01/26/12 03:47:11AM @eastern-arab-musician-artist-fareed-el-atrash:
تكملة ... الكلام منقول من كتاب ( دموع فريد الأطرش ) . لمؤلفه الأستاذ فوميل لبيب - ( الجزء الثالث من الفصل الأول ) ... ( فريد الأطرش - الفصل الأول - طريق الدموع ) ... واهتدت السفينة إلى الشاطىء بعد ضلال طويل . وفي جبل الدروز بدأ الصغير يتحول إلى طفل عليه مخايل الذكاء وعن شقاوته تروى القصص في المنادر على أسماع الضيوف ، والفرنسيون حلوا محل الأتراك في الجبل العاصي ، والخلافات بينهم وبين الدروز أعلنت ميلادها منذ اليوم الأول لقدوم ذوي القبعات العالية المتغطرسين ، والدروزي لا يقبل الغطرسة من أحد ، فالرأي عنده ما يرى هو ... فكيف يحنون الرؤوس ويستسلمون ؟ والمشاكل التي تعقدت استدعت البحث عمن يكون وسيط خير بين أهله والفرنسيين ، وقد كان فهد الأطرش هذا الرجل ، وقد اختاره أهله . لأنه يجيد الفرنسية ، وله سابق تمرس بالسياسة والسيادة ... اختاروه ليكون مندوباً مقيماً في بيروت حيث يقيم الحاكم الفرنسي لأرض الشام كلها ، فيحل هناك العقد ويسوي المشاكل ... وفي قصر آل شوشاني أقامت الأسرة ... وغرقت عالية في عز هي به جديرة ولائقة ، وتولت الخادمات تربية الأطفال ... غير أن الكل كانوا ينامون إذا ما ابتلع الأفق قرص الشمس ، إلا فريد الذي لا ينام قبل أن تستقبل أذنه شحنة من غناء أمه بصوتها الحزين ... ووداد الجميلة اختفت من البيت فجأة ، حملها تابوت إلى القبر ، وكان فريد يصحو كل صباح ويبكي .. فلماذا تبكي يا صغيري ؟ . أماه لقد قلتِ لي أن وداد ستعود ولكنها لم تعد ! وبدأت الأحزان الصغيرة تتدفق إلى قاع الصغير قطرة بعد قطرة ! ......... لم يكن للعز الذي رآه فريد في الجبل ، ولا للنعيم الذي رتعت فيه الأسرة في بيروت خلوداً في حياة القافلة التي تحمل اسم فهد الأطرش ! . ولا كان فريد يدرك أنها فرصة لكي يعب من السعادة لأيام السود القادمة ! . كان ينصرف من القصر ليلعب مع الصبية الفقراء . أحدهم أغراه بأن يذهب معه إلى شاطىء بيروت عند الروشة لكي يعاونه في صيد السمك ، وفريد لم يكن قد تجاوز السادسة من عمره ، أطاع في غير تردد . فهرب من خادمته ، وهرع إلى البحر .. وأمضى سحابة النهار في صيد السمك . وتحمس وأوغل في الماء فجاءت موجة عالية واختطفته ..... نكمل فيما بعد .... لنشر التراث الفني ، لموسيقار الشرق الأوحد الموسيقار العالمي فريد الأطرش ، والمحافظة عليه -- For the dissemination of the artistic heritage of eastern Arab . Composer, singer, actor and film producer . The master of the Oud ( Lute ) FAREED EL-ATRASH . ( 1917 - 1974 ) . And maintain it .
01/26/12 03:45:55AM @eastern-arab-musician-artist-fareed-el-atrash:
تكملة --- الكلام منقول من كتاب ( دموع فريد الأطرش ) . لمؤلفه الأستاذ فوميل لبيب ( الجزء الثاني من الفصل الأول ) -- ( فريد الأطرش - الفصل الأول - طريق الدموع ) --- وسارت الجياد اثنين اثنين في دروب القرية الضيقة ، وتوقفت عند دار فهد الأطرش الذي تفوح منه رائحة الشواء وأصوات الغناء ... وقام فهد الأام تركي مع خادمة ... والمكان ديمرجى في تركيا إذ قد نقل إليها فهد الأطرش ليكون حاكماً لها ! . أما ديمرجى تلك ، فقد كانت منطقة لا يهدأ فيها الشيطان ، ولا يمر يوم بغير قتل أو نهب أو عصيان على السلطان ... فمن للسلطان بمن يكسر شكيمتها ويروض رجالها ؟ .. أتى بفهد الأطرش من الجبل ، وسبق فهد إلى ديمرجى حيث الدروز في القتال ، فأثمرت الخطة ثمارها في أيام ... وكان مع عالية شقيقها خليل ذو الصوت الرخيم ، وقد صارت للصغير لازمة يعرفون منها أن النوم بدأ يتجمع تحت جفونه كانوا يرون دموعاً تترقرق في مقلتيه ! .. مات أنور وبكته الأم ، ومات خليل أيضاً في ديمرجى ، وشحن كل هذا صوت الأم بالوجيعة والألم .. وسكبت الأم كل هذا في أذن الصغير وهو يترعرع ، ثم حملته ذات ليلة ليلاً إلى الشاطىء مع أشقائه .. وحملت الركب المذعور سفينة متهالكة إلى عرض البحر بعيداً عن الشاطىء التركي ، كان ثمة حرب بين اليونان وتركيا ... واليونانيون تفوقوا على الأتراك وديمرجى لم تصلها ذخيرة ولا رجال وفهد الأطرش أحس خطراً يتهدد جبل الدروز ما دامت الامبراطورية العثمانية تنكس أعلامها في كل ميدان قتال ، فحمل أسرته على كاهله ورحل ! وعلى السفينة ولدت أسمهان ، واهتدت السفينة إلى الشاطىء بعد ضلال طويل .. وفي جبل الدروز بدأ الصغير يتحول إلى طفل عليه مخايل الذكاء وعن شقاوته تروى القصص في المنادر على أسماع الضيوف ---- نكمل فيما بعد --- لنشر التراث الفني ، لموسيقار الشرق الأوحد الموسيقار العالمي فريد الأطرش ، والمحافظة عليه -- For the dissemination of the artistic heritage of eastern Arab . Composer, singer, actor and film producer . The master of the Oud ( Lute ) FAREED EL-ATRASH . ( 1917 - 1974 ) . And maintain it .
01/26/12 03:45:17AM @eastern-arab-musician-artist-fareed-el-atrash:
الكلام منقول من كتاب ( دموع فريد الأطرش ) لمؤلفه ، الأستاذ فوميل لبيب -- الجزء الأول من الفصل الأول ---- ( فريد الأطرش - الفصل الأول - طريق الدموع ) ---- طرقت حوافر الجياد على طول الطريق الصاعد الى قرية ( القرية ) وصنع صوتها مع قصف الريح لحناً صاخباً ، وبث الركض الدفء في أوصال الجياد فتحول ركضن ولود ودود زوجة فهد .. تعني عالية بنت المنذر .. أن لها في كل حول بطناً جديدة .. لو فعلت كل درزية مثلما تفعل عالية لاستطعنا أن نجند جيشاً نخلع به السلطان عبد الحميد من الاستانة ! .. لم لا تقول أن حقول القمح لا تكفي دروز الجبل فنتضور جوعاً ! وضحكوا .. وصهلت الجياد وكأنما تشاركهم الضحك .. ولم يالمثقلة بالجليد ، وألقوا نظرة على تل قليب الذي يطل من بعيد هادئاً كأنه فيل وديع ! كان هذا التل من قبل ثائراً قذف من جوفه الحمم فغطت كل تلك الأرجاء بالركام الخصيب والحجر الأسود ، وها هي تلك الأرجاء تعيش على المطر يقبل مع كل شتاء ، فإذا سقط الجليد فإن الآبار تختزن منه زاداً للزرع والضرع حتى يدور الحول ويعود المطر ... ذكرهم الجليد بالوليد فهتف أحدهم : أبن فهد الجديد قدم سعد ! الرسول الذي أبلغنا نبأه قال أنه نزل من بطن أمه في كيس شف ! هذا الكيس يشي بالسعادة له ... سيكون محروساً من العين كما تقول أساطيرنا ! بل أن السعادة ستكون لنا أيضاً ، ألا ترى أن السماء فرشت له الأرض فضة بيضاء احتفالاً بمقدمه ، وسنختزن ذوب الجليد رصيداً للصيف .. واقتربت قرية قبل القرية ، وكان على حدودها الملاصقة للطريق شلة من الفرسان أقرأت تحية الليل للفرسان القادمين من سائر قرى الجبل لتهنئة فهد ، ثم انضمت الى الركب ... واتسعت دوائر الحديث فشغلت كل مجموعة بفرع منه .. وقصرت الثرثرة على فظة عليه -- For the dissemination of the artistic heritage of eastern Arab . Composer, singer, actor and film producer . The master of the Oud ( Lute ) FAREED EL-ATRASH . ( 1917 - 1974 ) . And maintain it .
01/26/12 03:44:18AM @eastern-arab-musician-artist-fareed-el-atrash:
لنشر التراث الفني ، لموسيقار الشرق الأوحد الموسيقار العالمي فريد الأطرش ، والمحافظة عليه -- For the dissemination of the artistic heritage of eastern Arab . Composer, singer, actor and film producer . The master of the Oud ( Lute ) Musician artist FAREED EL-ATRASH . ( 1917 - 1974 ) . And maintain it .
<p>لنشر التراث الفني ، لموسيقار الشرق الأوحد الموسيقار العالمي فريد الأطرش ، والمحافظة عليه -- For the dissemination of the artistic heritage of eastern Arab . Composer, singer, actor and film producer . The master of the Oud ( Lute ) Musician artist FAREED EL-ATRASH . ( 1917 - 1974 ) . And maintain it .</p>
تكملة ... الكلام منقول من كتاب ( دموع فريد الأطرش ، لمؤلفه الأستاذ فوميل لبيب ) .. ( الجزء الخامس من الفصل الأول ) .. ( فريد الأطرش - الفصل الأول - طريق الدموع ) ... وحتماً فتحت السماء أبوابها للدعاء ! وظل سليم الأطرش بلا حراك لدقائق ، فلما تحرك من مكانه هبت إلى أولادها تحميهم منه ، وحلقت ابتساادت إلى بيروت لم تكن تنام الليل وهي تحرس بعينها فراخها الصغار ! وكان أرقها يزداد مع كل خبر يصل من جبل الدروز فيقول أن القتلى الفرنسيين يسقطون بالعشرات ، وأن معنى هذا أن الفرنسيين لن يفلتوها من أيديهم ، وكانت في تلافيف رأسها فكرة تختمر وتبين لها المعالم والخطوط يوماً بعد يوم ، فكرت في أن تذهب إلى مصر ، فقد قرأت عن مصر كثيراً ، وعرفت أنباء ثورة الشعب مع سعد زغلول ... تلك الثورة التي فجرت في قلوب العرب حباً لها ، وعرفت أنها دار مضيافة تفتح ذراعيها لكل عربي ، وفيها الخير العميم ... ولم يبقى على تنفيذ الفكرة إلا السبب الأخير ، والموقف القاهر . ذات منتصف ليل دق الباب فارتاد وأسمهان وراحت تتجول بعينها في المسافرين من حولها ، كانوا يثرثرون ولا يكفون عن اللغط أما هي فوجدت في الصمت ملاذها لترتب صور الماضي ابتداء من يوم كاد فريد يغرق ، حتى اللحظة التي كادت الأسرة فيها تقع في يد الفرنسيين ! ثم راحت تجد من كل هذا الماضي باباً تدخل منه إلى المستقبل .. فهل يمكن التكهن بشىء عما يطويه القدر ، وهل يستطيع الخيال أن يسبق الأيام القادمة ويرسم لها صورة تدخل الطمأنينة وتهدىء روع الأم التي تواجه الدنيا وحيدة .. إلا من ثلاثة أكوام من اللحم ، تفتح أفواهها لتطلب الطعام ، وتمد أطوالها فتطلب الثياب ، وتنشر أيديها تطلب المصروف .... نكمل فيما بعد ... لنشر ال
تكملة ... الكلام منقول من كتاب ( دموع فريد الأطرش .. لمؤلفه الأستاذ . فوميل لبيب ) .. ( الجزء الرابع من الفصل الأول ) .. ( فريد الأطرش . الفصل الأول . طريق الدموع ) .... ولا كان يدرك فريد أنها فرصة لكي يعب من السعادة لأيام السود القادمة ! كان ينصرف من القصر ليلعب مع الصبية الفقراء . أحدهم أغراه بأن يذهب معه إلى شاطىء بيروت عند الروشة لكي يعاونه في صيد السمك ، وفريد الذي لم يكن قد تجاوز السادسة من عمره . أطاع في غير تردد ، فهرب من خادمته ، وهرع إلى البحر .. وأمضى سحابة النهار في صيد السمك . وتحمس وأوغل في الماء فجاءت موجة عالية واختطفته ، صديقه الذي معه ارتاع وصرخ فتجمع الناس واندس في الماء باسل منهم وخرج بفريد وهو يصارع الموت ، فأفرغ ما في جوفه من ماء مالح ، وسأله ابن من يكون ، وحمله إلى القصر وهو في عجب من أمر ابن الأكابر يساعد في الصيد مرتزقاً ! فلما عاتبت الأم فريداً قال : صديقي الجائع .. ألا أعاونه في تحصيل قوته ؟ وعرفت الأم لماذا كان فريد يأخذ الفاكهة ويقول أنه سيأكلها في الحديقة ، ولماذا كان يدخل إلى المطبخ ويخرج منه بلفافة فتتغاضى عنه حاسبة أنه يفعل خيراً ، وخيراً كان يفعل ، ولكن هل يفعل الخير إلى حد أن يوشك على الموت ؟ ترى هل يجد هو بعد ذلك من يحمل له لفافة طعام شهي من قصر غني ؟ ترى هل يصادف من يبذل له حياته مثلما كان يبذل لصديقه الفقير انضم إلى صفوف الثوار في الجبل ! . وماذا في هذا . إنني أعرف ذلك منذ تركنا ، وأعرف أن الجبل تحول إلى ميدان قتال تفرشه الدماء .. لو كان ابن عمك يرعى أسرته لما تركنا للوحدة والقلق .. إنني فررت من بيروت فراراً حين علمت أن الفرنسيين يتربصون بأسرة فهد الأطرش ليعتقلوها .. إنني أتحمل أي شيء كان ما ذنب هؤلاء الصغار ؟ . مهلا يا زوجة ابن العم ! فهد الأطرش أرسل يطلبك مع الأولاد لتذهبوا إلى الجبل وستكونون في الحمى .. كل الحمى ، وستقيمون في قلب كل درزي ! . ماذا يفعل الصغار إذا أصابت رصاصات الفرنسيين قلوب الدروز جميعاً ! . فكظم سليم الأطرش غيضه وقال بلهجة حاسمة : مطلوب مني أن آخذ أولاد ابن عمي إليه ، أما أنتِ فافعلي ما تشائين بعد ذلك ! . فقالتِ بلهجة أشد حسماً : . الله لا يرك ذرية إن أنتَ فرقتَ بيني وبين أولادي ! . وأصابت الرمية مقتلاً من سليم الأطرش ، فقد كان يشتهي الذرية والسماء بها ضنينة ، ومدار الأمل في غمره أن ينجب ، وها هي عالية تطلق دعاء أم مكروبة ، وحتماً فتحت السما ، لموسيقار الشرق الأوحد الموسيقار العالمي فريد الأطرش ، والمحافظة عليه -- For the dissemination of the artistic heritage of eastern Arab . Composer, singer, actor and film producer . The master of the Oud ( Lute ) FAREED EL-ATRASH . ( 1917 - 1974 ) . And maintain it .
تكملة ... الكلام منقول من كتاب ( دموع فريد الأطرش ) . لمؤلفه الأستاذ فوميل لبيب - ( الجزء الثالث من الفصل الأول ) ... ( فريد الأطرش - الفصل الأول - طريق الدموع ) ... واهتدت السفينة إلى الشاطىء بعد ضلال طويل . وفي جبل الدروز بدأ الصغير يتحول إلى طفل عليه مخايل الذكاء وعن شقاوته تروى القصص في المنادر على أسماع الضيوف ، والفرنسيون حلوا محل الأتراك في الجبل العاصي ، والخلافات بينهم وبين الدروز أعلنت ميلادها منذ اليوم الأول لقدوم ذوي القبعات العالية المتغطرسين ، والدروزي لا يقبل الغطرسة من أحد ، فالرأي عنده ما يرى هو ... فكيف يحنون الرؤوس ويستسلمون ؟ والمشاكل التي تعقدت استدعت البحث عمن يكون وسيط خير بين أهله والفرنسيين ، وقد كان فهد الأطرش هذا الرجل ، وقد اختاره أهله . لأنه يجيد الفرنسية ، وله سابق تمرس بالسياسة والسيادة ... اختاروه ليكون مندوباً مقيماً في بيروت حيث يقيم الحاكم الفرنسي لأرض الشام كلها ، فيحل هناك العقد ويسوي المشاكل ... وفي قصر آل شوشاني أقامت الأسرة ... وغرقت عالية في عز هي به جديرة ولائقة ، وتولت الخادمات تربية الأطفال ... غير أن الكل كانوا ينامون إذا ما ابتلع الأفق قرص الشمس ، إلا فريد الذي لا ينام قبل أن تستقبل أذنه شحنة من غناء أمه بصوتها الحزين ... ووداد الجميلة اختفت من البيت فجأة ، حملها تابوت إلى القبر ، وكان فريد يصحو كل صباح ويبكي .. فلماذا تبكي يا صغيري ؟ . أماه لقد قلتِ لي أن وداد ستعود ولكنها لم تعد ! وبدأت الأحزان الصغيرة تتدفق إلى قاع الصغير قطرة بعد قطرة ! ......... لم يكن للعز الذي رآه فريد في الجبل ، ولا للنعيم الذي رتعت فيه الأسرة في بيروت خلوداً في حياة القافلة التي تحمل اسم فهد الأطرش ! . ولا كان فريد يدرك أنها فرصة لكي يعب من السعادة لأيام السود القادمة ! . كان ينصرف من القصر ليلعب مع الصبية الفقراء . أحدهم أغراه بأن يذهب معه إلى شاطىء بيروت عند الروشة لكي يعاونه في صيد السمك ، وفريد لم يكن قد تجاوز السادسة من عمره ، أطاع في غير تردد . فهرب من خادمته ، وهرع إلى البحر .. وأمضى سحابة النهار في صيد السمك . وتحمس وأوغل في الماء فجاءت موجة عالية واختطفته ..... نكمل فيما بعد .... لنشر التراث الفني ، لموسيقار الشرق الأوحد الموسيقار العالمي فريد الأطرش ، والمحافظة عليه -- For the dissemination of the artistic heritage of eastern Arab . Composer, singer, actor and film producer . The master of the Oud ( Lute ) FAREED EL-ATRASH . ( 1917 - 1974 ) . And maintain it .
تكملة --- الكلام منقول من كتاب ( دموع فريد الأطرش ) . لمؤلفه الأستاذ فوميل لبيب ( الجزء الثاني من الفصل الأول ) -- ( فريد الأطرش - الفصل الأول - طريق الدموع ) --- وسارت الجياد اثنين اثنين في دروب القرية الضيقة ، وتوقفت عند دار فهد الأطرش الذي تفوح منه رائحة الشواء وأصوات الغناء ... وقام فهد الأام تركي مع خادمة ... والمكان ديمرجى في تركيا إذ قد نقل إليها فهد الأطرش ليكون حاكماً لها ! . أما ديمرجى تلك ، فقد كانت منطقة لا يهدأ فيها الشيطان ، ولا يمر يوم بغير قتل أو نهب أو عصيان على السلطان ... فمن للسلطان بمن يكسر شكيمتها ويروض رجالها ؟ .. أتى بفهد الأطرش من الجبل ، وسبق فهد إلى ديمرجى حيث الدروز في القتال ، فأثمرت الخطة ثمارها في أيام ... وكان مع عالية شقيقها خليل ذو الصوت الرخيم ، وقد صارت للصغير لازمة يعرفون منها أن النوم بدأ يتجمع تحت جفونه كانوا يرون دموعاً تترقرق في مقلتيه ! .. مات أنور وبكته الأم ، ومات خليل أيضاً في ديمرجى ، وشحن كل هذا صوت الأم بالوجيعة والألم .. وسكبت الأم كل هذا في أذن الصغير وهو يترعرع ، ثم حملته ذات ليلة ليلاً إلى الشاطىء مع أشقائه .. وحملت الركب المذعور سفينة متهالكة إلى عرض البحر بعيداً عن الشاطىء التركي ، كان ثمة حرب بين اليونان وتركيا ... واليونانيون تفوقوا على الأتراك وديمرجى لم تصلها ذخيرة ولا رجال وفهد الأطرش أحس خطراً يتهدد جبل الدروز ما دامت الامبراطورية العثمانية تنكس أعلامها في كل ميدان قتال ، فحمل أسرته على كاهله ورحل ! وعلى السفينة ولدت أسمهان ، واهتدت السفينة إلى الشاطىء بعد ضلال طويل .. وفي جبل الدروز بدأ الصغير يتحول إلى طفل عليه مخايل الذكاء وعن شقاوته تروى القصص في المنادر على أسماع الضيوف ---- نكمل فيما بعد --- لنشر التراث الفني ، لموسيقار الشرق الأوحد الموسيقار العالمي فريد الأطرش ، والمحافظة عليه -- For the dissemination of the artistic heritage of eastern Arab . Composer, singer, actor and film producer . The master of the Oud ( Lute ) FAREED EL-ATRASH . ( 1917 - 1974 ) . And maintain it .
الكلام منقول من كتاب ( دموع فريد الأطرش ) لمؤلفه ، الأستاذ فوميل لبيب -- الجزء الأول من الفصل الأول ---- ( فريد الأطرش - الفصل الأول - طريق الدموع ) ---- طرقت حوافر الجياد على طول الطريق الصاعد الى قرية ( القرية ) وصنع صوتها مع قصف الريح لحناً صاخباً ، وبث الركض الدفء في أوصال الجياد فتحول ركضن ولود ودود زوجة فهد .. تعني عالية بنت المنذر .. أن لها في كل حول بطناً جديدة .. لو فعلت كل درزية مثلما تفعل عالية لاستطعنا أن نجند جيشاً نخلع به السلطان عبد الحميد من الاستانة ! .. لم لا تقول أن حقول القمح لا تكفي دروز الجبل فنتضور جوعاً ! وضحكوا .. وصهلت الجياد وكأنما تشاركهم الضحك .. ولم يالمثقلة بالجليد ، وألقوا نظرة على تل قليب الذي يطل من بعيد هادئاً كأنه فيل وديع ! كان هذا التل من قبل ثائراً قذف من جوفه الحمم فغطت كل تلك الأرجاء بالركام الخصيب والحجر الأسود ، وها هي تلك الأرجاء تعيش على المطر يقبل مع كل شتاء ، فإذا سقط الجليد فإن الآبار تختزن منه زاداً للزرع والضرع حتى يدور الحول ويعود المطر ... ذكرهم الجليد بالوليد فهتف أحدهم : أبن فهد الجديد قدم سعد ! الرسول الذي أبلغنا نبأه قال أنه نزل من بطن أمه في كيس شف ! هذا الكيس يشي بالسعادة له ... سيكون محروساً من العين كما تقول أساطيرنا ! بل أن السعادة ستكون لنا أيضاً ، ألا ترى أن السماء فرشت له الأرض فضة بيضاء احتفالاً بمقدمه ، وسنختزن ذوب الجليد رصيداً للصيف .. واقتربت قرية قبل القرية ، وكان على حدودها الملاصقة للطريق شلة من الفرسان أقرأت تحية الليل للفرسان القادمين من سائر قرى الجبل لتهنئة فهد ، ثم انضمت الى الركب ... واتسعت دوائر الحديث فشغلت كل مجموعة بفرع منه .. وقصرت الثرثرة على فظة عليه -- For the dissemination of the artistic heritage of eastern Arab . Composer, singer, actor and film producer . The master of the Oud ( Lute ) FAREED EL-ATRASH . ( 1917 - 1974 ) . And maintain it .
لنشر التراث الفني ، لموسيقار الشرق الأوحد الموسيقار العالمي فريد الأطرش ، والمحافظة عليه -- For the dissemination of the artistic heritage of eastern Arab . Composer, singer, actor and film producer . The master of the Oud ( Lute ) Musician artist FAREED EL-ATRASH . ( 1917 - 1974 ) . And maintain it .